الخميس، 19 مايو 2016

شهية شعر : سامي مهدي


















شهية
شعر : سامي مهدي 


أريدُ أنْ أُفْلِتَ من قواعدِ الكلامْ ،
وآلةِ النحوِ، ووهمِ الوعيِ بالذاتِ وبالأصولْ ،
أريدُ أنْ أبلغَ بالقولِ فمَ الفطامْ
وأستقِلَّ عمّا قالَ أو يقولْ
غيري من الكلامْ .
أريد أن أهذي بلا زمامْ
من منطقٍ منسّقٍ أو أيّما نظامْ ،
أن أطلقَ العنانَ للسانْ
أن أدَعَ الملاكَ والشيطانْ
يسّابقانِ في مدارجِ القولِ عليهِ دونما رهانْ
ويلعبانِ بالمعلومِ والمجهولْ
والعابرِ الطارئِ والمنمّقِ المصقولْ
ويخرجانِ الداثرَ المنسيَّ ، والمعلَّبَ الجاهزَ ،
من ذاكرةِ الأيامِ والفصولْ
أريدُ أن ألوّثَ الفضاءْ
كأنني إحدى الفضائياتِ في الهذْرِ وفي الهُراءْ
وأمسكَ بريتونَ من ياقتهِ
حتى يفرَّ جزعاً مني
بلا دعابةٍ سوداءَ أو بيضاءْ .
الله كم أريدُ أن أقول !
في كلّ ما كانَ وما يكونْ
أو لم يكنْ قطُّ ولنْ يكونْ ،
ولْيَزْعُمِ العاقلُ والمجنونْ
أني جننتُ ، أو بلغتُ في الجنونْ
أقصاهُ ، أو خَرِفتْ
ولم أعدْ أدركُ ما أهذي بهِ ،
أو أنني كفرتْ
عن رغبةٍ في الكفرِ ،
أو نزوتُ واغتررتْ .
كلا !
فلستُ كالجميعْ
عندي من الأسرارِ ما أخافُ أن يَذيعْ
وتنتشي بنشرهِ جداجدُ الظلامْ .
فها أنا لا سفنٌ غرقى ، ولا رياحْ
تائهةٌ ،
ولا بقايا ندبةٍ خلَّفَها جرحٌ من الجراحْ
وها أنا الذي وُصفتُ بالفضولْ
أجلسُ مَعْ رأسي وحيداً مثلَ خوفو ،
صامتاً ، مبتسماً ، كالولَدِ الخجولْ .
لكنّني عزمتُ منذُ الآنَ أن أقولَ ما أقولْ
وأنثرَ الكلامْ
نثراً بلا سقفٍ ، ولا وقفٍ ، ولا ختامٌ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صورة فوتوغرافية رائعة للفنان الفوتوغرافي الاخ والصديق الفنان الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة 2013

                                         صورة فوتوغرافية رائعة للفنان الفوتوغرافي الاخ والصديق الفنان الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة 2013 وتصبح...