الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

مجلس محمد رؤوف الغلامي ببغداد ابراهيم العلاف



مجلس محمد رؤوف الغلامي ببغداد
ابراهيم العلاف
حظي محمد رؤوف الغلامي (1890-1968)، باهتمام الباحثين والمؤرخين والمهتمين بتاريخ النضال الوطني والقومي المعاصر ليس في مدينة الموصل وحسب، بل في العراق كله. فحين كتبت في مطلع السبعينات من القرن الماضي رسالتي للماجستير حول (ولاية الموصل: دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922) كان الغلامي حاضرا في كل نشاط وطني وقومي شهدته الموصل قبيل الحرب العالمية الاولى وبعدها. وبعد (30) سنة كرست واحدة من طالباتنا وهي (ميساء صباح حامد الحاج سعيد) رسالتها للماجستير التي قدمتها الى قسم التاريخ بكلية التربية سنة 1999 لدراسة (محمد رؤوف الغلامي ونشاطه العلمي والسياسي) وبأشراف زميلنا الاستاذ الدكتور غانم محمد الحفو
وهكذا كان محمد رؤوف الغلامي شخصية وطنية وقومية لها دور بارز في تنشيط الوعي بالحركة العربية قبيل الحرب العالمية الاولى. وبعد الحرب قاوم الاحتلال البريطاني وسعى من اجل استقلال العراق وتحقيق الوحدة العربية. ومن الامور الطريفة ان الغلامي حينما كان طالبا في دار المعلمين قاد اضرابا للطلبة ضد السلطات العثمانية وقد فصل من الدار لكن عددا من وجهاء الموصل توسطوا له فاعيد الى الدراسة. عمل معلما ثم مدرسا منسبا في متوسطة المثنى وقد تقاعد في الاول من تموز 1945.
كان للغلامي نشاط سياسي وثقافي، أسهم في تأسيس دار العرفان سنة 1914 وجامعة الاداب ومكتبة الخضراء، والنادي الادبي وكلها واجهات لحزب سياسي تأسس قبيل الحرب العالمية الاولى بقليل بأسم (جمعية العلم) واستمرت الجمعية في نشاطها السياسي في عهد الاحتلال البريطاني باسم (جمعية العهد العراقي) وكان لهذه الجمعية صلة بجمعية حرس الاستقلال البغدادية التي تأسست سنة 1919 ونص برنامج جمعية العهد العراقي على العمل من (( أجل استقلال العراق استقلالا تاما ضمن الوحدة العربية))
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبح الغلامي معتمدا لفرع حزب الاحرار في الموصل وتأسس الحزب في بغداد في 2نيسان 1946 واصدر الحزب جريدة تنطق بلسانه اسمها صدى الاحرار. وكان حزبا وطنيا معروفا. ألف الغلامي كتبا عديدة منها (العلم السامي) و(الجمان المنضد). وقد اعتمد عبد المنعم الغلامي على اوراقه الشخصية فألف (أسرار الكفاح الوطني في الموصل) ويقع في جزئين .
كان له نشاط اجتماعي، كما أسس (الندوة الغلامية) (وفي بغداد تسمى الندة مجلس ) وقد اعتاد علماء ومثقفوا وأدباء الموصل حضورها وقد نقلها الى بغداد سنة 1954 وظلت تعقد بداره قرب جامع العسافي حتى وفاته رحمه الله في 7 أيار 1968
وانا اقلب دفاتري العتيقة وقسم منها يعود الى الستينات والسبعينات وجدت انني قد زرت مجلس الغلامي ببغداد اقصد مجلس السيد محمد رؤوف الغلامي المجاهد العربي والمربي والكاتب المعروف وكان مجلسه في بيته قرب جامع العسافي ببغداد وقد قرأت في صدر المجلس اربعة ابيات من الشعر للشاعر مؤيد الغلامي تقول :
يامن أتيتم مجلسي ***** طيبو فروحي حاضره
يزهو الوجود بما حوت ***** هذي الصدور العامره
إن الحياة قصيرة ***** والعمر عمر الآخره
فأسعوا الى مرضاته ***** فله الخلائق صائره
* wwwallafblogspotcom.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقدمات العلاف

   مقدمات العلاف خلال سنوات طويلة، تشرفتُ بكتابة مقدمات لكتب ، اصدرها كتاب ومؤرخون واساتذة اجلاء .. ومراكز بحثية رصينة صدرت تتعلق بموضوع...