الخميس، 6 أغسطس 2015

الشيخ علي الراوي .. ريادة في الخط والقراءات مقال للاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف

First Published: 2011-12-01
الشيخ علي الراوي .. ريادة عراقية في الخط والقراءات*
 
لم يكتف الشيخ الراحل علي الراوي بما ناله من سمعة في الخط، بل اتجه نحو دراسة العلوم النقلية والعقلية على اعلام الموصل.
 
ميدل ايست أونلاين
بقلم: د. إبراهيم خليل العلاف
http://www.middle-east-online.com/?id=121307#
استعانت به جامعة الموصل لتدريس فن الخط
تعرفت عليه منذ أكثر من خمسين سنة عندما كنا تلاميذا في مدرسة أبي تمام الابتدائية، وأبناء منطقة واحدة تقريبا، فقد كان بيتنا في محلة رأس الكور، أما بيتهم فقد كان في محلة نبي الله جرجيس، وقد انتظمت معه في كتَّاب الملا إسماعيل بن مصطفى الخفاف إمام جامع عبد الله المكي وحفظنا عليه بعض سور القرآن الكريم. هذا فضلا عن أن والدي الراحل قال لي إنه قد درس التجويد عند والده الشيخ حامد عبد المجيد الراوي الرفاعي الموصلي وأورثني كراسة محفوظة في التجويد أعدها والده الراحل الشيخ حامد.
لم تكن علاقتي به سطحية، بل كانت عميقة وراسخة وعلى أسس من المحبة والاحترام والحمد لله فانها مستمرة حتى يومنا هذا. كما كانت علاقتي طيبة مع أخيه الشيخ عباس وأنا أتابع أخباره كما يتابع أخباري.
الشيخ علي هو ابن حامد بن عبدالمجيد بن سليمان بن الشيخ احمد بن رجب بن عبدالقادر بن الشيخ احمد بن رجب بن عبدالقادر بن الشيخ رجب الكبير الراوي الرفاعي دفين مدينة راوه في أعالي الفرات ويتصل نسبه بسيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ورضى الله عنه، وهو مواليد ليلة الاثنين 25 شعبان 1363 ه (14 أغسطس/أب 1944) في الموصل. وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها، ثم دخل معهد اعداد المعلمين فتخرج منه سنة 1965 وعين معلما في إحدى مدارس قضاء الشرقاط الابتدائية ثم نقل الى مدينة الموصل ونسب لتدريس الخط في معهد الفنون الجميلة وحتى احالته على التقاعد سنة 1990.
وكان من الطبيعي ان يتاثر بوالده الشيخ حامد (1901 - 1961) فقد بدا الحظ معه ومع الاستاذ يوسف ذنون فيما بعد واجيز سنة 1978، وحظي بتقدير كبير من الخطاط التركي المعروف حامد الامدي، و الخطاط المكي الشيخ محمد طاهر الكردي، والخطاط العراقي هاشم محمد البغدادي.
برع في الخط ودرسه في قسم الخط بمعهد الفنون الجميلة بين سنتي 1985 - 1990. كما شارك في مسابقات الخط التي كان ينظمها مركز الابحاث للتاريخ والفنون الاسلامية في اسطنبول سنوات عديدة وحصل على جوائز تقديرية من مهرجانات عالمية ومعارض محلية وقطرية وكتب على الحجر خطوط العشرات من الجوامع في كثير من مدن العراق، وصمم وكتب عناوين المئات من اغلفة الكتب.
ومن اشهر الجوامع التي كتب خطوط ريازتها جامع الزهراء وجامع الشيخ فتحي وجامع صلاح الدين الايوبي وجامع بلال الحبشي وجامع ذي النورين وجامع نبي الله جرجيس في الموصل وجامع مصعب بن عمر وابي بكر الصديق في تلعفر وجامع بعشيقة وجامع الشيخ جياني راوه وجامع دلال الكبيسي في بغداد وجامع الشيخ عبدالعزيز السامرائي في الفلوجة .
لم يكتف الشيخ علي الراوي بما ناله من سمعة في الخط، بل اتجه نحو دراسة العلوم النقلية والعقلية على اعلام الموصل ومنهم العلامة الشيخ عثمان الجبوري، والشيخ ذنون البدراني. ونال اجازتين علميتين سنة 1425 ه (2004) الاولى من الشيخ محمد ياسين والثانية من الشيخ عبدالكريم المدرس.
كما سبق له ان تعلم التجويد ودرسه على يد الشيخ محمد صالح الجوادي اجازه سنة 1393ه (1973). كما تلقى بعض المحاضرات في علم العروض، ويذكر بأن الراحل الاستاذ يونس إبراهيم كان من أساتذته الذين تعلم منهم وله محاولات شعرية وتآليف عديدة في علوم مختلفة الا انه لم يطبع منها سوى كتاب بعنوان : "دليل الحاج والمعتمر".
كتب عنه الدكتور الراحل عبدالعزيز عبدالله، وقال بأنه "من الرجال الذين قدموا عطاءات ثرة منذ أكثر من ثلاثين عاما، فهو يختلف عن غيره بعدة اتجاهات ومواهب فهو خطاط مبدع، وشيخ في القراءات قدير، وعالم في أصول الدين الإسلامي، وخطيب منبر مفوه، و شاعر".
وقد سبق للخطاط هاشم البغدادي ان تنبأ له بمستقبل عظيم في الخط، و اعترف له يوسف ذنون بالاجادة في ضبط الخطوط العربية المختلفة ومنحه الاجازة في نيسان 1978 وقال له الخطاط المكي الشيخ محمد طاهر الكردي "ان خطك كسلاسل ذهب".
وكتب له شيخ الخطاطين المسلمين حامد الامدي: "إني مفتخر بان أجيز ولدي الخطاط علي حامد الراوي الموصلي لما رأيت حسن ضبط خطوط الثلث والنسخ والأنواع الأخرى، وأن لي فيه آمالا كبيرة، ارجو له التوفيق".
استعانت به جامعة الموصل لتدريس فن الخط وإلقاء المحاضرات على طلبة قسمي اللغة العربية في كليتي الآداب والتربية لعدة سنوات. كما التزم عدد من التلاميذ في الخط في الموصل والفلوجة ومن الذين اجازهم في جميع الخطوط مروان الحربي، وفي التعليق عمار الدليمي. وللراوي شعر متين نشر بعضه في جريدة "فتى العراق" لكنه قليل.
مارس الشيخ علي الراوي الإقراء في مسجد العقبة وجامع بكر افندي والمدرسة الاحمدية ومسجد محمود البكري وجامع فتحي العلي وجامع عبدالله الحاج سعيد وجامع المدينة المنورة وجامع اليقظة الاسلامية.
وتولى الإمامة والخطابة في جامع فتحي العلي في موصل الجديدة. وكانت خطبه يوم الجمعة تتسم بالوضوح وقوة الأسلوب ومتانة الأفكار ويحظى باحترام زملائه وأصدقائه وتلاميذه.
علمت الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 من الصديق المهندس والخطاط عبدالرزاق الحمداني أنه توفي ورحل عن دنيانا. جزاه الله خيرا على ما قدم لوطنه ولأمته وللإنسانية.
____________________________________________________
*http://www.middle-east-online.com/?id=121307#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيوت في ذلك الزقاق ...............فيلم عراقي مهم

  بيوت في ذلك الزقاق ...............فيلم عراقي مهم - ابراهيم العلاف وفي إطار التوثيق للسينما العراقية المعاصرة ، ثمة أفلام تنتمي الى الواقع...