السبت، 11 يوليو 2015

حنينً الى الموصل * شعر :عبد الله افندي باشعالم

حنينً الى الموصل *

شعر :عبد الله افندي باشعالم 

بعدُ الحبيب وفرقة الاوطان .. سلبا حشاشة مهجتي وجناني
وعلى جنان الموصل الخضراء قد .. أمسى فؤادي في لظى النيران
فارقتها كرها فرافقني بها .. وجدي وفارقني كرى اجفاني
ياما أحيل ماءها وهواءها .. وربيعها الزاهي بكل مكان
دار بها نيطت عليَ تمائمي .. وبها ربيت بنعمة وتهان
متنعما في ظل عيش ناعم .. متمتعا في صحة وامان
بين الاحبة بالمسرة ينقضي .. وقتي بلا كدر ولا أحزانِ
شملي مع الاحباب مجتمع بها .. في صفو عيش واستماع اغان
لعب الزمان بنا ففرق جمعنا .. ان الزمان مفرق الاخوان
آها على ذاك الزمان وطيبه .. ماكان احلاه من الازمان
عمر تقضي بالمسرة والهنا .. بين الاحبة في قضيب البان
امشي الى الصهريج فوق تلاله .. واسير في مرح الى الغزلاني
هل لي الى الناعور يوما رجعة .. لأبثَّ ماعندي من الاشجان
وافوز من تلك الرياض بنظرة .. وأميل ميل الشامل النشوان
لم انس فوق السيب طابية بها .. أرواحنا انتعشت مع الابدان
قد فتحت ازهارها وترنمت .. أطيارها من بلبل ويمان
دارت مياه السيب في اطرافها .. بتسلسل وتباعد وتدان
رتعت بها زمن الربيع ترائب .. وربائب وكواعب وغوان
كم طفت بين تلالها ووهادها .. مع زمرة الاخوان والاخدان
وشممت ريا وردها وخزامها .. وجنيت من ريحانها الريان
مابين اصفر فاقع او ابيض .. أو اخضر نضر واحمر قان
ورشفت من ازهارها خمر الندى .. حتى سكرت بغير خمر الحان
ياوادي الغزلان هل من رجعة .. لمتيم ياوادي الغزلاني
لاراك ايام الربيع متوجا .. من عسجد الأزهار بالتيجان
واطوف في تلك الوهاد تنزها .. واعود في فرح الى الايوان
يابنجة هي بالمحاسن روضة .. قد زينت بالحوار والولدان
ومروجها مثل البروج طوالعا .. منها بدور من وجوه حسان
وتميل قامات الحسان بسوحها .. فوق الروابي ميلة الاغصان
ترعى الظبا حول الربى قيصومها .. وتعود واردة من الغدران
غيد غوان بالجمال كأنها .. حور الجنان شردن من رضوان
قد دبجت اطرافها وتعطرت .. أكنافها من اخضر الميدان
وانظر هناك الى مقام قد حوى .. يحيى ابا القسم العظيم الشأن
هي نزهة للناظرين وروضة .. للزائرين وبغية الانسان
وينال عاشق حبها كم عاشق .. فيه مع المعشوق يصطحبان
وكناسها فيه الكنائس للظبا .. ومراتع الارام يقترنان
وبصحنها صينية اطباقها ألآ .. زهار صفت في حقاق أوان
فكأنها بدر وبقعتها السما .. والزهر أنجم أفقها النوراني
لو شمتها وشممت طيب ورودها .. زمن الربيع لقلت روض جنان
وحريفة كحديقة انهارها .. حفت بها بتسلسل الدوران
اغصانها تحكي قدود كواعب .. وورودها تحكي خدود غوان
فأقم مع الابكار في ابكارها .. واحذر هنالك فتنة الشيطان
فالمرء لايسطيع يملك قلبه .. فيها فيهتك ستره بعيان
ياليت لي من ماء دجلة شربة .. تطفي لهيب فؤادي الظمآن
يا اللائمي في حبها لو عاينت .. عيناك ذاك المشهد الروحاني
ورأيت بقعة ديره المنقوش .. بالازهار والاوراد والالوان
ونظرت وادي سحله قد دبجت .. أرجاؤه بشقائق النعمان
وهدير صوت الرعد في غضباته .. وخرير ماء المزن في الوديان
وعبير نشر الطيب من أوراده .. وحنين سجع الطير في الافنان
لجعلتَ منك القلب بين جنانها .. ورجعتَ في جسد بغير جنان
____________________________________
*نشرت لاول مرة في جريدة "نصير الحق " الموصلية 5 تموز 1951 ثم أعاد نشرها الدكتور ذو النون الاطرقجي في جريدة "الحدباء "الموصلية 10 مايس 1994 والقصيدة تفيض حنينا الى الموصل ، وقد أورد فيها الشاعر عبد الله افندي باشعالم من شعراء الموصل أواخر العهد العثماني مرابع الموصل ، واماكنها مما نعرف اليوم بالاسماء نفسها . يذكر الشاعر قضيب البان والميدان الاخضر والناعور والصهريج والسيب وتل اكناس ووادي سحلة ودير المنقوش .. وثمة ابيات اخرى نشرت في عدد آخر من الجريدة لم اتحصل عليه ............ابراهيم العلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...