الثلاثاء، 14 أبريل 2015

طبيعة الصراع في منطقتنا ..رؤية تاريخية -سياسية أ.د.ابراهيم خلال العلاف

طبيعة الصراع في منطقتنا ..رؤية تاريخية -سياسية 
أ.د.ابراهيم خلال العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 
في إطار الصراع الاقليمي والدولي في منطقة الشرق الاوسط : روسيا تزود ايران بأحدث الصواريخ .. 
 كما انها قد امتنعت قبل قليل من كتابة هذه السطور عن التصويت على المشروع الخليجي في مجلس الامن في الامم المتحدة واعربت عن عدم رضاها عنه .
ولمن لايصدق - حتى الان - ان الصراع الان يشبه الى حد ما ماحدث في منطقتنا في القرنين السادس عشر والسابع عشر أقول أن موقف روسيا ممما يجري في سوريا وماتملكه من قواعد بحرية في سوريا لايجعلها تتخلى عن نظام الحكم هناك بأي حال من الاحوال . كما ان نهضة روسيا بقيادة بوتين تذكرنا بما كانت عليه روسيا في صراعها مع العالم الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية ايام الحرب الباردة والصراع في اوكرانيا كذلك يعطينا الانطباع بأن اميركا اوباما لاتزال عاجزة عن ان يكون لها دور في هذه المنطقة الحساسة بالنسبة لروسيا .
ليس من شك في أن الازمة الراهنة في منطقتنا ، أزمة معقدة تتداخل فيها العوامل الداخلية والخارجية .. العربية والاقليمية والدولية بشكل كبير . ويرجع السبب في ذلك الى موقعها الاستراتيجي وثراها الاقتصادي والبشري وتعدد الصراعات فيها وبكل انواع هذه الصراعات . هذا فضلا عن نجاح الانظمة القائمة فيها في البقاء ازاء ما يحدث وقدراتها على ادارة الصراع بحيوية ومرونة مع مراعاتها للمصالح الاقليمية والدولية والافادة منها .
ولايمكن ان ننسى العامل المهم المتعلق بالنظرة السلبية التي تكونت اثر التدخلات الاجنبية وخاصة في العراق وسوريا وليبيا واليمن وما احدثته هذه التدخلات من اثار كارثية على هذه الدول التي فقدت الكثير من مقوماتها السياسية ، والعسكرية والادارية والمالية والتنظيمية . ناهيك عن حالات التشرذم والتمزق الطائفي والقبلي التي تعيشه هذه الدول وكل هذا خلق مرارة شديدة في حلوق الوطنيين الحريصين على وطنهم وشعوبهم .
لقد علمنا التاريخ ان مايحدث في هذه المنطقة ليس الا انعكاس لحالات الصراع الاقليمي والدولي.. ويقينا ان عودتنا الى سجلات التاريخ تنبئنا ان هذه المنطقة وخاصة العراق والشام كانت ساحة صراع STRUGGLE أي ساحة لتصفية الصراعات الاقليمية والدولية .
وها نحن نرى بأن روسيا تدعم نظام الرئيس السوري والحوثيين في اليمن وايران ، فيما تدعم الولايات المتحدة السعودية ودول الخليج ونظام الرئيس اليمني عبد ربه منصور وتصفه بالنظام بالشرعي .
ومما يلحظ أن عددا من المنظرين للسياسة الاميركية ومنهم الدكتور هنري كيسنجر باتوا يتحدثون عن خشيتهم ومخاوفهم مما يحدث واحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة في ضوء الدعم الروسي والايراني لبعض القوى والتنظيمات مما لايبشر بالخير على المصالح الاميركية التي فشلت وعلى مدى اكثر من سنتين في( تليين ) الموقف الروسي في مجلس الامن .
ولابد ان يعرف من يريد ان يعرف ان الغطاء الديني والمذهبي الذي يظهر وكأنه (طبيعة ) للصراع في المنطقة ماهو الا غطاء ليس إلا .. ويجب ان لاننساق في تفسيراتنا على إثارة هذا العامل .
وثمة حقيقة اخرى لابد ان نؤشرها وهي ان وقود هذا الصراع والحرب والمواجهة ماهم الا ابناء هذه الدول وشبابهم وفقرائهم للاسف الشديد .اما اشتراك البعض من القوى والتنظيمات والعناصر فيه فهو من اجل جني مكاسب سياسية واستحقاقات في هيكلية السلطة في هذه البلدان .. والا ليس من المعقول ان ينتهي هذا الصراع ونقول لهذه القوى شكرا لكم عودوا الى اهاليكم فهذا ليس معقولا كما ان ليس من المنطقي ان نقول لهذه القوة العظمى وقد ساعدتنا في الصراع شكرا لكم ونحن ممنونين منكم وهذا ماقاله احد السياسيين الجهلة قبل ايام في لقاء صحفي تلفزيوني .
للصراع استحقاقات وآثار ونتائج على الارض وينبغي ان يحسب كل اطراف هذا الصراع ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيوت في ذلك الزقاق ...............فيلم عراقي مهم

  بيوت في ذلك الزقاق ...............فيلم عراقي مهم - ابراهيم العلاف وفي إطار التوثيق للسينما العراقية المعاصرة ، ثمة أفلام تنتمي الى الواقع...