الأربعاء، 15 أبريل 2015

ذكريات سامي مهدي ....أمسية شعرية في لندن

ذكريات سامي مهدي ....أمسية شعرية في لندن

في أواخر عام 1978 تلقيت من المركز الثقافي العراقي في لندن دعوة للإشتراك في أمسية شعرية دعي للمشاركة فيها الشاعران العربيان أحمد عبد المعطي حجازي ومحمد الفيتوري .
كنت يومئذ مديراً للمركز الثقافي العراقي في باريس ، وكان أحمد حجازي في منفاه في هذه المدينة فسافرنا معاً ، على طائرة واحدة ، إلى هناك .
كان المركز الثقافي قد استعد استعداداً جيداً لإقامة هذه الأمسية ، ونظمها على أحسن ما يكون التنظيم . فطلب من الشعراء عند توجيه الدعوة القصائد التي ينوون قراءتها في الأمسية بغية ترجمتها ونشرها في كراس خاص بالمناسبة ، فكان له ما أراد .
بدأت الأمسية بعزف موسيقي على الغيتار عزفت فيه مقطوعات عربية أندلسية قدمه عازف إنكليزي مقتدر يدعى فيليب لي . وبعد ذلك قُدّم الشعراء المشاركون تقديماً مركزاً باللغة الإنكليزية تلمس خصائص كل منهم الشعرية ، ثم قرأ كل منهم قصائده باللغة العربية ، تلتها قراءة ترجماتها باللغة الإنكليزية ، وكان قد تولى الترجمة كل من الأديب الإنكليزي المعروف لدى العراقيين دزموند ستيوارت ومعه فريدة أبو حيدر ، وتولى قراءة الترجمات قراءة تمثيلية كل من نادية حمام وروجر هاردي .
وقد أصدر المركز كراساً شعرياً جميلاً تضمن القصائد التي ألقيت في الأمسية مدونة بخطوط الشعراء أنفسهم ، مع ترجماتها إلى الإنكليزية وخلاصة عن تجاربهم الإبداعية . وكان راعي الأمسية السفير العراقي في لندن يومئذ الدكتور هشام الشاوي . ثم أجرت صحيفة إنكليزية يسارية في اليوم التالي حواراً جامعاً مع الشعراء الثلاثة .
أما أنا فقد قرأت في تلك الأمسية ثلاث قصائد هي على ما أذكر : المذكرة الثانية ، والغريب ، والقسمة على اثنين دائماً . ولكن الحضور طلبوا من الشعراء قراءة قصائد أخرى غير التي قرأوها فتم لهم ما أرادوا ، فكانت أمسية جميلة وناجحة وحميمة بحق .
وبناء على اتفاق مع المركز دعي الشعراء المشاركون إلى جامعة أوكسفورد ، واستقبلهم هناك الدكتور محمد مصطفى بدوي أستاذ الدراسات العربية المعاصرة في كلية سانت أنتوني التابعة لهذه الجامعة ، وكان برفقتهم الشاعر العراقي صلاح نيازي .
في يوم من أيام الفراغ قمنا ، حجازي وأنا ، بزيارة المتحف البريطاني ، ورأينا فيه ما رأينا من الآثار العراقية والمصرية القديمة ، وكان أول ما واجهنا عند الدخول الجدارية الآشورية الجميلة ، جدارية صيد الأسود .
تلك كانت زيارتي الثانية لمدينة لندن ، أما زيارتي الأولى فكانت زيارة عمل أيام كنت مديراً للتلفزيون عام 1975 ، وبعد قضاء مدة أسبوع عدت وحجازي إلى باريس لأواجه محنة مرض لم تخطر لي على ببال ، ولهذه المحنة حكاية خاصة بها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...