الأربعاء، 8 أبريل 2015

أختي ومعلمتي وصديقتي.. أم سفانة بقلم : ثبات نايف

أختي ومعلمتي وصديقتي.. أم سفانة 
بقلم : ثبات نايف 
هكذا كنت انظر اليك طوال عمري  .. أختي ومعلمتي وصديقتي الاستاذة معينة نايف الغنام خريجة  قسم اللغة الانكليزية في دار المعلمين العالية (كلية التربية ببغداد ) ... ومذ وعيت الحياة وانت في بيتنا رمز الرقة والعطف والحنان فكيف انساك ؟
كيف رحلت دون ان اعرف ان تلك اللحظات هي اخر ما قضيناه سوية ؟ 
عام كامل مضى على فراقك لم تغيبي عني،  فكلما انشغلت في مشاغل الحياة  يفاجؤني  طيفك فتنهمر دموعي بلا انقطاع.
كانت الساعة تشير الى الحادية عشر والنصف وكنت ِ اغتسلت وتوضأت ِ في انتظار آذان الظهر لتؤدين الصلاة التي ما انقطعت ِ عن ادائها يوما ، لن انسى تلك اللحظات .. قلت لي انك تشعرين بدوار في راسك فجاة ... فأسرعت أقيس من ذراعك ضغط الدم فصعقني المقياس (كان صفرا ) ومع ذلك لم يخطر في بالي انك تغادرين الحياة ...
أسرعتُ واصطحبتك  الى المستشفى مع ابنة شقيقنا آمنة التي احتضنتك بحنان طاغ وهي تردد لا ... لا ... لا يا عمتي ؟؟؟ وعندما ارتفع صوت المؤذن يعلن الشهادة رفعت ِ اصبعك ورددتها بعده وانا انظر الى وجهك المبتسم وعيناك  تنظران اليً ...أبهذه السرعة ؟؟ وكانت النظرة الاخيرة.
أي فجيعة فجعت بتلك اللحظات ..؟ اي حزن احاطني من كل جانب و حتى هذه اللحظة ؟ الله يشهد كم ذرفت من الدموع عليك ِ...  لم اذرفها على احد من قبلك سوى على سعد شقيقنا الغالي الذي رحل هو الاخر فجاة عن هذه الدنيا.
عزائي يا غالية انك نركت ِ ذكرى طيبة لدى تلميذاتك ِ ومعارفكِ لقد بكينك بحرقة ، لقد عشت ِ حياتك  بإباء وكرامة لم ينحنِ راسكِ يوما لغير خالقك ِ وانتِ وان دفعت ِ الكثير من التضحيات ولم تسيئي لاحد حتى الى الذين غدورا بك ِ وهضموا ابسط حقوقكِ الا ان ربحك كان الاكثر الا وهو الذكر الطيب في الدنيا وعسى ان تكون الجنة مثواكِ في الاخرة ....
رحمك الله ورحم كل اموات المسلمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...