الأربعاء، 8 أبريل 2015

حادث 4 فبراير 1942 في تاريخ مصر السياسي ا.د.ابراهيم خليل العلاف

حادث 4 فبراير 1942 في تاريخ مصر السياسي 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 
يحتل الاستاذ الدكتور محمد أنيس المؤرخ المصري الكبير (رحمه الله ) وقد عرفته شخصيا أثناء عملة في كلية الاداب بجامعة بغداد أواخر السبعينات من القرن الماضي مكانة متميزة بين المؤرخين المصريين والعرب لاسباب عديدة منها منهجه العلمي المتميز ونظرته التقدمية للتاريخ وتفسيره لاحداثه تفسيرا يأخذ بنظر الاعتبار ليس العوامل السياسية فحسب بل العوامل الاقتصادية والاجتماعية . 
وقد أحببت اليوم أن اقدم لكم كتابه الجميل الرفيع المستوى :" 4 فبراير 1942 في تاريخ مصر السياسي " والذي سيق للمؤسسة العربية للدراسات والشر ببيروت طبعه ونشره سنة 1972 وهو يقع في 95 صفحة 
م كتابه الجميل الرفيع المستوى :" 4 فبراير 1942 في تاريخ مصر السياسي " والذي سيق للمؤسسة العربية للدراسات والشر ببيروت طبعه ونشره سنة 1972 وهو يقع في 95 صفحة .
وكما هو معروف فإن حادث 4 فبراير أي شباط 1942 يعد في مصر من الحوادث المهمة التي أثارت موجة من السخط والتساؤل ـفقد اقتحم (السير مايلز لامبسون ) اللورد كيلرن فيما بعد المندوب السامي البريطاني في القاهرة قصر عابدين في ذلك اليوم وفرض على الملك فاروق أن يصدر قرارا بتأليف وزارة برئاسة مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد وزعيم الاغلبية الشعبية بقصد تأمين الجبهة الداخلية المصرية لصالح المعسكر البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية .
وكان لحادث 4 فبراير 1942 أثر بعيد في التطور السياسي لمصر وكان من اهم نتائجه تدهور قيادة حزب الوفد للحركة الوطنية المصرية مما ادى الى تطور حدة التناقضات الاجتماعية وتضاعف قوى اليمين ممثلة في جماعة الاخوان المسلمين ،واليسار المتمثل في الجماعات الماركسية بعد سقوط الوسط الممثل بالليبرالية الديموقراطية والوفد من ضمنها .
يقول الاستاذ الدكتور محمد أنيس في كتابه ان الحادث قد أثار موقع القصر الملكي في الحركة الوطنية وعزز دوره بين قطاعات الجيش والطبقة البرجوازية الوسطية حتى سنة 1946 اذ ادى الى عودة الصراع الوطني من اجل التحرر والاستقلال وجاءت الحرب العربية -الصهيونية سنة 1948 لتجعل القصر في مواجهة الحركة الوطنية بقوة وهذا ضاعف من السخط الشعبي ضده ومهد فيما بعد الى تعميق الرغبة عند الضباط الاحرار للقيام بدورهم التاريخي في اسقاط النظم الملكي في 23لا يوليو -تموز 1952 .
المؤلف عاد اثناء اعداده لكتابه الى الوثائق البريطانية غير المنشورة والى المذكرات الشخصية لعدد من السياسيين من شهود العيان والى الصحف المصرية والانكليزية .ومما يزيد من قيمة هذا الكتاب انه يعد اول دراسة اكاديمية للحادث .ومما يلفت النظر ان المؤلف اثار في كتابه سوء الحالة الاقتصادية في مصر عند نشوب الحرب العالمية الاولى واثناء وزارة حسين سري باشا الذي خلف حسن صبري في نوفمبر -تشرين الثاني 1940 وكان حسين سري صديقا للانكليز ويستجيب لكل ما يطلبونه منه غير ان هذه الوزارة بدأت تواجه كثيرا من الازمات الاقتصادية وكان اشدها خطرا ازمة التموين وفي الخبز بالذات خصوصا في الاسبوع الاخير من شهر يناير -كانون الثاني حتى ان الناس هاجموا المخابز للحصول على الخبز وكانوا يتخطفون الرغيف من حامليه في الشوارع ....ان من يريد ان يدرس تاريخ مصر الاقتصادي والاجتماعي لايمكن ان يستغني عن هذا الكتاب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...