الأربعاء، 11 مارس 2015

إحتلال الجيش البريطاني لبغداد في 11 آذار 1917: ا.د.ابراهيم خليل العلاف

إحتلال الجيش البريطاني لبغداد في 11 آذار 1917: 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 
في مثل هذا اليوم 11 آذار مارس 1917 دخلت القوات البريطانية بقيادة الجنرال ستانلي مود مدينة بغداد مركز ولاية بغداد العثمانية وذلك بعد ان علمت بإنسحاب القوات العثمانية نحو ولاية الموصل في شمال العراق .. وكانت القوات العثمانية ببقيادة خليل باشا - والذي كان قد عقد مؤتمرا عسكريا مع القادة العثمانيين عند جسر الخر الحالي - قد قررت الانسحاب بعدما قامت بأخذ الارشيف والسجلات العقارية ونسف مخازن البارود والعتاد المخزون في باب الطلسم وهو احد ابواب بغداد وقد جاءت الاوامر بالانسحات من مقر الحكومة في استنبول . و
عندها علم الانكليز بالانسحاب تقدمت 3 كتائب تابعة الى اللواء 35 في الجيش البريطاني الغازي من جهة الرصافة إلى الكرخ وأقامت حامية هناك. واستخدمت القفف والقوارب للعبور بدلا من الجسر الخشبي الذي نسفه وأحرقه الجيش العثماني لدى انسحابه من بغداد. وما ان حلت الساعة التاسعة صباحا من اليوم المذكور حتى دخلت الفرقة (13) الانكليزية وعسكرت شمالي بغداد وبمسافة ميلين قرب الصليخ على ضفة نهر دجلة اليسرى وعسكرت الفرقة السابعة بجوار الكاظمية وفي اليوم نفسه دخل الجنرال ستانلي مود القائد العام للجيش البريطاني بغداد ظهرا على ظهر باخرة انكليزية وقد سار بها في نهر دجلة ومعه هيئة رافقته الى المقيمية البريطانية سابقاً في السنك واتخذها مقراً لقيادته .استقبل جمع من اليهود والمسيحيين وبعض المسلمين من اهل بغداد الجيش البريطاني بالترحاب .
وقد أقدمت القوات البريطانية على وضع يدها على دار الحكومة والمباني الرسمية في القشلة . كما قام رجال الاستخبارات البريطانية بالتحري عن دور الضباط والموظفين الكبار في الجيش التركي فصادروا اموالهم ، وألقوا القبض على من كان يعمل معهم في بغداد .. كما سير الانكليز بعض الاسرى من الجنود العثمانيين في شارع الرشيد .
وكما هو معروف فإن حلم احتلال الانكليز لبغداد راودهم منذ القرن السابع عشر وكانت لهم مصالح ستراتيجية واقتصادية في ولايات العراق الثلاث الموصل وبغداد والبصرة بإعتبارها محطات على الطريق الى الهند درة التاج البريطاني آنذاك .
وقد احتلوا البصرة سنة 1914 وفي 1918 احتلوا الموصل بعد ان احتلوا بغداد 1917 وبذلك فإنهم احتاجوا الى اربع سنين لكي يستكملوا احتلال العراق .
وقد أذاع الجنرال مود -كأي غاز ِ- بيانا على الناس في بغداد زعم فيه انه دخل فاتحا وليس غازيا وان الجيش البريطاني جاء لتخليص العراقيين من الحكم العثماني الظالم والمستبد .
واستمر الانكليز في حكم العراق حكما مباشرا منذ سنة 1914 حتى 1920 ومن 1920 الى 1932 عن طريق الانتداب . وبعد ثورة 1920 الكبرى اضطروا الى تشكيل حكومة من اهل العراق وتقرر اختيار الامير فيصل بن الشريف الحسين شريف مكة ليكون ملكا على العراق والذي بايعه معظم العراقيين.
وفي 1932 دخل العراق عصبة الامم دولة مستقلة بعد ان قيد مع بريطانيا بمعاهدة 1930 والتي اتاحت للانكليز الاحتفاظ بقواعد عسكرية في الشعيبة والحبانية .
وقد واجه البريطانيون المستعمرون طيلة فترة بقاءهم في العراق مقاومة وطنية شديدة توجت بالثورة على الحكم الملكي والنفوذ البريطاني صبيحة يوم 14 تموز 1958 فبدأت عندئذ مرحلة جديدة من مراحل تاريخ العراق المعاصر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شيخ المحققين العرب الاستاذ عبد السلام محمد هارون 1908 -1988

الملك خالد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية 1975-1982 يسلم جائزة الملك فيصل العالمية للعلامة المحقق الكبير الاستاذ عبد السلام هارو...