السبت، 13 ديسمبر 2014

الموصل أيام الاربعينات وما بعدها

ذكرني صديقي وتلميذي النجيب الدكتور علي حمزة الصوفي بما كان  يتزود به الموصلي عندما يحل الشتاء في ايامنا والتي تعود الى الاربعينات من القرن الماضي ومابعدها . ففضلا عن (منقل ) أي مدفأة  الطين الذي يعد قبل الغروب كان هناك خبز الرقاق الذي يهيئ ويوضع في ما كان يسمى ب"الدن " وبكمية تكفي ايام الشتاء كلها .. ثم لابد من رب الاسرة ان يوفر كمية مناسبة من الطحينية (الراشي ) والدبس (الحلو ) ولاينسى ان تكون في البيت كونية من القسب (التمر الجاف ) والجوز .. ويمكن ان يشتري رب البيت البلوط والشبلوط الذي يوضع على النار ليستوي في ايام الشتاء الباردة ...نعم كل هذه المستلزمات كان لابد ان تكون في البيت وتكون  الى جانبها (الباسطرمة ) التي تصنع في البيت ولربما تتركز الاكلات على البرغل والكبة وعروق التنور .
وتنور الطين كان من الادوات التي لابد ان تكون في البيت فلم تكن هناك أفران كثيرة للخبز والصمون وانما كانت الام هي التي تعد الخبز وما على رب البيت الا ان يوفر لها مانسميه "الشعلي " أي الخشب .لم يكن هناك غاز وعندما تطورت الحياة دخل البريمز والطباخ النفطي ابو العيون ... واذا كان لابد من ذكر كل ملامح تلك الايام نشير الى الشتاء لايحلو الا بأكلة المستوى (الشلغم والشوندر المطبوخ )  فهذه الاكلة تمنح الانسان طاقة كبيرة كما الاكلات مارة الذكر تمنحه طاقة تعينه على تحمل ليالي الشتاء الباردة جدا ...وكم كانت حياتنا بسيطة وجميلة وخاصة عندما نتحلق ونحن أطفال على منقل النار او المدفأة الطينية ليلا ونسمع حكايات جداتنا ..ايام جميلة ذهبت مع أهلها كانت ايام خير وبركة ............ابراهيم العلاف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقدمات العلاف

   مقدمات العلاف خلال سنوات طويلة، تشرفتُ بكتابة مقدمات لكتب ، اصدرها كتاب ومؤرخون واساتذة اجلاء .. ومراكز بحثية رصينة صدرت تتعلق بموضوع...