الجمعة، 5 ديسمبر 2014

"برقية أعتذار " بقلم :ا.د.عصمت البياتي

"برقية أعتذار "
بقلم  : أ.د.عصمت البياتي 
تُهتُ 
يوماً في غاب 
جُن علي الليل 
هدني الهم
والجوع
والتعب
هذياني تخيل ما لذ و طاب
ألقيتُ نفسي في ساقية
رشفت منها رشفة
أختلط فيها
الماء والتراب
أسندتُ جسدي المنهك
لجذع خاوٍ مقطوع
أرقني
صوت بلبل
حزين مفجوع
أجفلتني
بؤرٌ يتقادح
منها الشرر
أحاطت بي
بلمح البصر
تساءلت ما أنت يامخلوق؟؟؟
شبحٌ أنت ؟
جان ؟
أم بشر؟
أسرع لساني القول
أنا إنسان
سألت إحدى العينان
لم
أقتحمت المكان ؟؟؟
قلت تائه
جائع
ظمأن
شربت ماء
قالت ... هذا عدوان
قلت لم
وقد أباحه رب السماء ؟
قال كبيرهم ... هذا أغتصاب
أحكموا عليه
مسرعا أتاه الجواب
أربعة أرهاب
تطايرت الأصوات
حرّقوه
كلا ...كلا
لا تشعلوا في الغاب نيران
مزقوه بالأظفار
أجابت صاحبة العينان
أخشى على أظافري
أن يشوهها الاحمر القان
" القوه في غيابة الجب"
لا ...لا
لا تلوثوا الغدران
نادى صوت بشع
كأنه قادم
من قاحل وديان
ببساطة
لمَ لا ناكله
ولا نبقي شيئا للغربان ؟؟؟
غرزوا انيابهم في قلبي
أعتصرني ألم
مذهولاً أفقت
هل أنا في حقيقة
أم رؤيا ام حلم ...؟
سمعتُ فحيحا وهذيان
أجلت بصري المنهك
كراسِ مصفوفة
بإتقان وذوق
تتعالى
طوقاً وراء طوق
تتوسطها منصة
محلاة بالذهب والفضة
وخلفها "أمرهم شورى بينهم "
أدمت فمي
تركت في حلقي غصة
وعن بعد
قرأت
مجلسي ... نواب
أتسعت مني الحدقتان
أه كم أدمت
القراءة
هاتان العينان
عفواً ... عفواً...
مجلس النواب ؟؟؟
أسرعت خارجاً
وإذا بي في حديقة غناء
يحيطها جدول
تسيل فيه دماء
تسألت روحي
هل هي لفقراء ؟؟
أم أعناب وأنخاب ...؟
هرولت خطاي مسرعة
صفقتُ ورائي الباب
و أرسلت مسرعاً
برقية أعتذار
للـــذئــاب
وأتبعتها بأخرى
شملت جميع
وحوش الغـــاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عصمت البياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...