الاثنين، 8 ديسمبر 2014

بين العجم والروم بلوا ابتلينا

فذلكة تاريخيييييييييييييية :
**********************
بين العجم والروم بلوا ابتلينا ....هذ ما كان يقوله العراقيون وهم يعلقون على الصراع على العراق بين الفرس الصفويين والاتراك العثمانيين .. وقد ذكر المؤرخ العراقي الكبير المرحوم الاستاذ عباس العزاوي في المجلد الثالث من كتابه الموسوعي :" تاريخ العراق بين احتلالين " :"قامت حروب بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية في القرن السادس عشر ، وتوالى التنازع على السلطة ، وكان الصراع مؤلما جدا .. مما دعا ان يقول العوام في اغانيهم : " بين العجم والروم بلوى ابتلينا " وهذه وإن كان موردها غراميا تعني التأليم والتوجع مما جرى ، فقد إحترق الاهلون بين نيران الاثنين المتحاربين ..ولو لم يقولوا شيئا فإن ذكرى الحوادث مما يحزن ويستدعي الكره لهذه الحالة فالمتغلب منهما يحاول القضاء على كل نزعة لمخالفه ويسعى لتدميرها واستئصالها والاخر يراعي عين العلمية بلا رحمة ولاشفقة ..فكأن القوم لاهم لهم من غير إجتثاث مامن شأنه ان يبقي أثرا للاخر ..وكل يعلن نصرته لدين وانتصاره لجماعته لمتقين ..والسياسة أصل الفعل ، وتمصت بقميصه وظهرت بمظهره والمغفلون يعتقدون صحة ماذهب اليه كل فيجري المفعول بلا شفقة ولارحمة ولاتسل عما أصاب من هلاك في النفوس ،وتدمير في الاموال او في العلوم والاثار أو في الثقافة ..والواحد لايترك أثرا للاخر أو علاقة إلا أتى عليها فلم يجد العراق من راحة أو هناء ولاطمأنينة وسكون يخرجون من حادث ليترقبوا آخر ، فالمصائب تترى ، ولوضع غامض ، لايعرف القوم مصيرهم ولاماذا سيحل بهم وسيأتي ما يبصر بهذا من وقائع مثبتة وحوادث مزعجة لاتقف عند هذا العهد وانما تمتد الى ما بعده وإن خيرات البلاد مكنت الناس من المقاومة نوعا ما وحافظت على البقاء " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقدمات العلاف

   مقدمات العلاف خلال سنوات طويلة، تشرفتُ بكتابة مقدمات لكتب ، اصدرها كتاب ومؤرخون واساتذة اجلاء .. ومراكز بحثية رصينة صدرت تتعلق بموضوع...