جمعية
ترقي وتعالي الكرد 1908:
ا.د.ابراهيم
خليل العلاف
استاذ
متمرس –جامعة الموصل
أسست سنة 1908 في الأستانة ، أسسها عدد من العاملين
في الحركة القومية الكردية ([i]). أبرزهم : الفريق شريف باشا ، وأمين
عالي بدرخان ، وعبد القادر الشمزيني، والمشير الداماد أحمد ذو الكفل باشا، وضمّت
الجمعية عدداً من طلبة الجامعة والضباط ، وقامت بنشاط كبير ([ii]) . وكان القصد من تأسيسها هو العمل على مسـاندة جمعية الأتحاد
والترقي في القضاء على الاسـتبداد ، وفي الوقت ذاته الدعـوة إلى إصلاحات جذرية ليس
في أجهزة الحكم فحسب ، بل في حياة العناصر العثمانية المختلفة ، وإعطاء المزيد من
الحريات للشعب الكردي ([iii]) . وقد بثّت هذه الجمعية أفكارها الثقافية والأجتماعية في جميع
أنحاء كردستان ، وأصدرت جريدة بأسم ( كردستان ) لتكون امتداداً لتلك التي
نشـأت في سنة 1898 ، وقد بذل أعضاء الجمعية جهوداً كبيـرة من أجل توزيعها في
مختلـف المناطق الكرديـة من الدولة العثمانية ([iv]) .
قامت في سـبيل هذه الجمعية عقبات عديـدة منها أنّ الأتحاديين بدأوا
بمراقبتها عندما شعروا بأنها تعمل نمن أجل الاستقلال الكردي ، فعملوا على غلقها
وتشريد أعضائها وكان ذلك في سنة 1909 . ومما ساعدهم على ذلك التنافس بين أسرة
بدرخان وأسرة عبد القادر الشمزيني ، إذ أخذت الأسرتان تتهاجمان وتنشـر الواحدة
منهما فضائح الأخـرى ([v])
. وقد اضطر بعض أعضاء الجمعية إزاء ذلك
إلى تحويل نشاطها إلى العمل السري ([vi])
، كما فتحت الجمعية لها مركزاً في باريس
، حيث تتوفر حرية النشر وحيث ملتقى أحرار العالم آنـذاك ، لتنوير الـرأي العام العالمي
بشرعية مطالب الأكراد القومية ([vii])
.
كان لجمعية ترقي وتعالي صدى واسع في أنحـاء مختلفة من المناطق الكردية من
ولاية الموصل ، حيث كانت فكـرة الإصلاح السياسي قد شملت معظم الأكـراد وأخذوا
ينـادون بها سـرّاً وعلنـاً . وقـد تسربت البيانات والمنشورات التي كانت تصدرها
هذه الجمعية وغيرها ، فكانت تلقى رواجاً في مناطق بارزان ([viii])
وكفـري ، وكان للجمعية في السـليمانية
نفوذ كبير وذلك لارتباط السليمانية الوثيق بالحركة القومية الكردية ، ولكونهـا
مركزاً للنشاط الثقافي الكردي ، لهذا كان الأكراد هناك أكثر عطفاً واستحساناً
وتقبلاً لهذه الحركة ([ix])
، وهكذا ساهمت هذه الجمعية في تهيئـة
الأذهان للمطالبة بالحقوق القومية للأكراد التي لم تكن تتجاوز آنذاك بعض المطالـب
المتعلقة بالنواحي الثقافية والتعليمية .
**من
رسالتي للماجستير الموسومة :" ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية
1908-1922 " وقد قدمت الى مجلس كلية الاداب –جامعة بغداد 1975 وهي غير منشورة
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق