الخميس، 13 نوفمبر 2014

جمعية ترقي وتعالي الكرد 1908: ا.د.ابراهيم خليل العلاف

جمعية ترقي وتعالي الكرد  1908:

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ متمرس –جامعة الموصل

         أسست سنة 1908 في الأستانة ، أسسها عدد من العاملين في الحركة القومية الكردية ([i]). أبرزهم : الفريق شريف باشا ، وأمين عالي بدرخان ، وعبد القادر الشمزيني، والمشير الداماد أحمد ذو الكفل باشا، وضمّت الجمعية عدداً من طلبة الجامعة والضباط ، وقامت بنشاط كبير ([ii]) . وكان القصد من تأسيسها هو العمل على مسـاندة جمعية الأتحاد والترقي في القضاء على الاسـتبداد ، وفي الوقت ذاته الدعـوة إلى إصلاحات جذرية ليس في أجهزة الحكم فحسب ، بل في حياة العناصر العثمانية المختلفة ، وإعطاء المزيد من الحريات للشعب الكردي ([iii]) . وقد بثّت هذه الجمعية أفكارها الثقافية والأجتماعية في جميع أنحاء كردستان ، وأصدرت جريدة بأسم ( كردستان ) لتكون امتداداً لتلك التي نشـأت في سنة 1898 ، وقد بذل أعضاء الجمعية جهوداً كبيـرة من أجل توزيعها في مختلـف المناطق الكرديـة من الدولة العثمانية ([iv]) .

     قامت في سـبيل هذه الجمعية عقبات عديـدة منها أنّ الأتحاديين بدأوا بمراقبتها عندما شعروا بأنها تعمل نمن أجل الاستقلال الكردي ، فعملوا على غلقها وتشريد أعضائها وكان ذلك في سنة 1909 . ومما ساعدهم على ذلك التنافس بين أسرة بدرخان وأسرة عبد القادر الشمزيني ، إذ أخذت الأسرتان تتهاجمان وتنشـر الواحدة منهما فضائح الأخـرى ([v]) . وقد اضطر بعض أعضاء الجمعية إزاء ذلك إلى تحويل نشاطها إلى العمل السري ([vi]) ، كما فتحت الجمعية لها مركزاً في باريس ، حيث تتوفر حرية النشر وحيث ملتقى أحرار العالم آنـذاك ، لتنوير الـرأي العام العالمي بشرعية مطالب الأكراد القومية ([vii]) .

      كان لجمعية ترقي وتعالي صدى واسع في أنحـاء مختلفة من المناطق الكردية من ولاية الموصل ، حيث كانت فكـرة الإصلاح السياسي قد شملت معظم الأكـراد وأخذوا ينـادون بها سـرّاً وعلنـاً . وقـد تسربت البيانات والمنشورات التي كانت تصدرها هذه الجمعية وغيرها ، فكانت تلقى رواجاً في مناطق بارزان ([viii]) وكفـري ، وكان للجمعية في السـليمانية نفوذ كبير وذلك لارتباط السليمانية الوثيق بالحركة القومية الكردية ، ولكونهـا مركزاً للنشاط الثقافي الكردي ، لهذا كان الأكراد هناك أكثر عطفاً واستحساناً وتقبلاً لهذه الحركة ([ix]) ، وهكذا ساهمت هذه الجمعية في تهيئـة الأذهان للمطالبة بالحقوق القومية للأكراد التي لم تكن تتجاوز آنذاك بعض المطالـب المتعلقة بالنواحي الثقافية والتعليمية .

**من رسالتي للماجستير الموسومة :" ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922 " وقد قدمت الى مجلس كلية الاداب –جامعة بغداد 1975 وهي غير منشورة .







  





































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...