الاثنين، 10 نوفمبر 2014

ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922 ملخص رسالة الدكتور ابراهيم العلاف لنيل شهادة الماجستير 1975 غير منشورة -كلية الاداب -جامعة بغداد

ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922
ملخص رسالة الدكتور ابراهيم العلاف لنيل شهادة الماجستير 1975 غير منشورة -كلية الاداب -جامعة بغداد
************************************************
دخلت الموصل في حوزة الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الأول سنة 1515 ، وقد أتخـذت شكلها النهائي ولاية واضحة المعالم قائمة بذاتها سنة 1879 حين أصبحـت تضم لواءى السـليمانية وكركوك ، إضافةً إلى الموصل نفسه . ولم تكن الأجهزة الإدارية العثمانية في هـذه الولاية تختلف عمّا كانت عليه في ولايات الدولة العثمانية الأخرى ، وقد ظلّت هذه الأجهزة عاجزة عن النهوض بمستوى السكان السياسي والاقتصادي والثقافي .
تعد ولاية الموصل من الولايات العثمانية المهمة ، وقد انعكس فيها كثير من حوادث الدولة الخارجية والداخلية،فكان لها صداها الإيجابي حيناً والسلبي حيناً آخر . وكان للتطور الذاتي لبعض قطاعات السـكان السياسي والثقافي والاقتصادي أثر كبير في تحديد مواقفهم السياسية تجاه الدولة العثمانية .
يعتبر الانقلاب العثماني لسنة 1908 نقطة تحول ، بالنسبة للعمل السياسي في الدولة العثمانية ومنها ولاية الموصل ، فقد نشـطت فروع جمعية الاتحاد والترقي في الدعاية لمبادئها باعتبارها الحزب الحاكم.وانضم إلى هذه الفروع عدد كبيـر من المدنيين والعسكريين إذ استهوتهم شـعارات الحرية والعدالة والمسـاواة التي رفعها الأتحاديون ، غيـر أنه لمّا انجلت نوايا تلك الجمعية ووضحت فلسفتها القائمة على التتـريك والطورانية تنصل كثير من أعضائها منها وتصـدّوا لها . وقد ظلّت عناصر السـكان في ولاية الموصل من غير الأتراك محافظة على كياناتها القومية المتميزة . ولـم تكتف بذلك بل سعت إلى مقاومـة الاتجاهات الاتحاديـة . وتمثلت تلك المقاومـة بظهور فروع للجمعيات المناوئة للحزب الحاكم أمثال فرع الحزب الحـر المعتدل وفروع جمعية الحرية والائتلاف .كما أسهم الموصليون كذلك في الحركة الاصلاحية العربية القائمة على الدعوة إلى الإدارة اللامركزية .
لم يكن الوعـي القومي العربي في الموصـل ضعيفاً كما أدعى بعض المؤرخين ، وإنما كان لا يقل قوةً وتأثيراً عمّا كان عليه في البصرة وبغداد . كما لم تكن الموصل بعيدة عن هذا النشـاط القومي العربي ، فقد ظهر فيها فروع لجمعيات قومية كما أسست فيها جمعيات محلية. هذا وقد مارس بعض الشباب الموصلي الذين كانوا يدرسون أو يعملون في الأستانة نشاطاً ملموساً في المجالات القومية العربية.أما الأكراد باعتبارهم إحدى القوميتين الرئسيتين في الولاية ، فكمان لهم كذلك نشاطهم القومي الذي لم يقف حائلاً أمام النشاط القومي العربي ، بل سار معه بشكل متوازٍ .
هذا وقد وجـد القوميون العرب وبعض الفصائل الواعية من حملة فكرة القومية الكردية ، في انـدلاع الحرب العالمية الأولى وتـورط الأتراك فيها فرصة للتحرر والاستقلال ، ولهـذا فضّل بعض هؤلاء وأولئك التعاون مع الحلفاء عن طريق الانكليز ، ولكن الانكليز وحلفاءهم كانوا قد وضعوا مصير ولايـة الموصل ـ ضمن مصير الدولـة العثمانية كلها ـ على بساط المساومات الدولية السرية ، فكانـت اجتماعاتهم المتكررة واتفاقاتهم السرية التي تمخضت عن تمزيق الولاية إلى منطقتي نفـوذ بريطاني وفرنسي . كما توضح ذلك في اتفاقية سايكس ـ بيكو التي فضحتها ثورة اكتوبر الاشتراكية سنة 1917 . وما أن انتهت الحرب العالمية الأولى حتى دار نزاع دبلوماسي حاد بين البريطانيين والفرنسيين كان حصيلته في صالح الانكليز .
لم يقف الموصليون عاجزين أمام سياسة الانكليز التعسفية الاستعمارية ، بل قاوموها بكل قوة فحصلت حركات مسلحة كثيـرة في مناطق مختلفة من الولاية استمرت طوال فترة الاحتلال وأوائل الانتداب. وكانت الموصل خلال هذه الفتـرة مسـرحاً لنشاط تركي كمالي فعّـال يدعو إلى عـودة الولاية إلى أحضـان تركيا، ولكن الانكليـز ـ بدافـع من الحفـاظ على مصالحهم في المنطقـة ـ كانوا بالمرصـاد للأتراك فدخلوا معهـم في صراع محلي ودبلوماسي أسفر عن إصرار الحكومة البريطانية على جعل ولاية الموصل ضمن الحدود العراقية ، كما أشارت إلى ذلك أولى المعاهـدات الانكليزية ـ العراقيـة . هذا ولم نحاول التوغل في مشـكلة الموصل لأنها خارج فترتنا التاريخية ، وقد أشبعها بحثاً استاذنا الأستاذ الدكتور فاضل حسين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...