الخميس، 9 أكتوبر 2014

البيرتو مورافيا في بغداد ا.د.ابراهيم العلاف

 البيرتو مورافيا في بغداد
ا.د.ابراهيم العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
عندما كنتُ طالبا في الاعدادية الشرقية اوائل الستينات من القرن الماضي بدأنا نسمع ونقرأ عن فكر جديد او قل مذهب أدبي جديد هو الوجودية كانت فكرا وكانت فلسفة وكانت نزعة فكرية ، وتأثرنا بها واخذنا نردد مقولات ممثليها من الادباء والفلاسفة والمفكرين والفنانين ...كانت فلسفة ذات رافدين مؤمن وملحد وكانت تذهب بأتجاه ان الانسان يولد من دون سبب ويعيش بدافع من الضعف ويموت بالمصادفة ..يقينا اننا وبعد سنوات تركنا هذه الافكار ..مما قرأناه انذاك روايات وكتب البرتو مورافيا الايطالي 1907-1990  وقد ترجمت بعض رواياته الى اللغة العربية واتذكر روايته "السأم " والتي يفسر بها التاريخ تفسيرا يعتمد فكرة السأم او الضجر ...مورافيا هذا كان يستحق جائزة نوبل لكنهم لم يمنحوها له وظل يردد حتى وفاته : " ان الانسان ماهو الا زهرة تولد ثم تذبل وتموت وينتهي كل شيء " ..افكار نوقشت كثيرا قبلت ورفضت لكن على اية حال كنا منذ خمسين عاما والى الان نقرأ ونقرأ ولم يكن ثمة حدود لقراءاتنا وعندما نشرت اليوم شيئا عن البيرتو مورافيا علق الاستاذ عبد اللطيف السعدون وقال :" أتذكر أنه عندما أقيم مهرجان الأمة الشعري في عقد الثمانينيات تم توجيه الدعوة للروائي الأشهر ألبرتو مورافيا، وكنت آنذاك أعمل مستشارا صحفيا في سفارة العراق بروما وكان واجبي أن أعمل على ايصال الدعوة اليه، وقد قابلته صحبة الأديب والمترجم السوري الصديق نبيل المهايني، وفي حينها اعتذر عن قبول الدعوة قائلا انه لا يريد ان يكون نجما في مهرجان، ويفضل لو سافر الى العراق لزيارة آثار العراق وبخاصة آثار بابل، على أن يرافقه فريق تلفزيوني وسينمائي لانجاز مشروع فيلم والكتابة عن بابل، كما فعل بالنسبة لليمن" ، واضاف الاستاذ السعدون يقول :" وقد قدمنا مقترحا بذلك ولم تحصل الموافقة عليه من قبل بغداد في حينه، ولكن مورافيا زار العراق فيما بعد ولم أواكب تلك الزيارة لأنني كنت قد نقلت الى موقع عمل آخر" .
وقبل ان يموت بوقت قليل زار بغداد  
والتقى بكتابها وصحفييها سأله أحد الصحفيين :كيف وجدت بغداد ؟ ،  قال انه وجدها ترتدي ثوبا آخر وكان توقع ان يجدها بالثوب الذي تخيله قبل الزيارة فقال ان هذه ليست بغداد وعندما استفسر منه صحفي آخر  عن ماذا يقصده قال بالحرف الواحد :" انه كان
يعتقد بأنه سيجد بغداد لاتزال تحتفظ بطابعها المعماري القديم ، طابع الف ليلة وليلة ، وأنه سيعيش في اجوائها اجواء تلك القصص الغرائبية .

واضاف البيرتو مورافيا :"  :
 لم اتصور ان اجد بغداد بهذا الشكل ، كنت اتصورها مدينة الف ليلة وليلة ، مدينة شهرزاد وشهريار ، لكن للأسف رأيتها تلبس ثوباً اخر .
وكما هو معروف فإن أول  كتاب قرأه البيرتو مورافيا ، كان  كتاب الف ليلة وليلة ، عندما كان مقيم في المصح للعلاج من مرض السل الذي أقعده في الفراش لخمس سنوات مما جعله يترك الدراسة والتوجه نحو المطالعة ............ابراهيم العلاف  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...