أعلام من الموصل
أنور عبد العزيز
أكرمني الأخ والصديق المؤرخ الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف ، بهديته الثمينة : كتابه الموسوم : ( أعلام من الموصل ) والذي عدّه المؤلف جزءاً ثانياً لإصدار سبقه بعنوان : ( شخصيات موصلية ) من منشورات ( دار ومكتبة الجيل العربي بالموصل سنة 2008 ) ..
الإصدار الجديد من القطع الكبير في 262 صفحة من إصدار ( دار ضفاف ) لسنة 2014 عالج فيه الباحث تفاصيل وجهود حياة ونتاجات لثلاثة وستين علماً من الموصل عرفوا بجهودهم الثقافية والحياتية المتنوعة لعقود من السنين . هناك ظاهرة ربما تلفت الانتباه فيما يخص ّ الإصدارات الثقافية عموماً ربما هي محصورة أو ملحوظة في البلدان العربية وفي بلدان الشرق الأوسط عموماً وأيضا في غالبية من بلدان الشرق .. ولا ادري إن كانت هذه ( ظاهرة عالمية ) تشمل حتى بعض بلدان الغرب .. إن الكثير الكثير مما ينشر من ( إصدارات ) – رغم تنوّعها – يتركز على الإبداعات الأدبية من شعر وقصة ورواية ومسرحيات وموسيقى وفنون تشكيلية .. مع نتاجات اقلّ وأقلّ مما يتعلق بالجوانب العلمية ( طبية وزراعية وصناعية وتجارية ومن مبتكرات الاختراعات وما هو مضاف ومتطور لهذه الاختراعات ) حتى انحسرت التآليف فيها لحدّ الندرة الملحوظة لدى العديد من النقّاد والباحثين المدقّقين ومن المتابعين لحركة إصدار الكتب ( عراقية وعربية وشرقية عموماً ) على أهمية الإبداع الأدبي باعتباره تعبيراً ثريّا حيويّا محسوساً وإنسانيا ليس هو كل الحياة .. فالحياة عموماً ليست شعرا وقصة ورواية ومسرحا و .. و ... و .... أنها اكبر واشمل من ذلك .. ومن هنا جاءت الأهمية المعرفية الكبيرة لكتاب ( أعلام من الموصل ) ، فالباحث القدير رغم احتفاله واحتفائه بعديد من القصاصين والشعراء والأدباء عموماً ، فهو لم يغفل عن تناول نماذج من شخصيات أسهمت في مجالات متنوعة أخرى من غير عوالم الأدب .. أعلام وشخصيات رعت الاقتصاد وقضايا التنمية .. أعلام كان لها وجودها المؤثر في حركة التجارة وتنشيطها .. صناعيون بدأوا من الصفر ليبلغوا مستويات هامة في خدمة صناعات المدينة وتطويرها من حالات بدائية لآفاق أكثر أهمية وأثرا صناعياً .. رجال اقتصاد منهم مختصّون علميا ومنهم من لم يدخل مدرسة ... أطباء معروفون ليس بتخصصاتهم فقط بل بتعاملهم الإنساني مع مرضاهم .. رجال سياسة محترفون أو ممن تعلموها من تجارب الحياة... تربويون اثروا الحياة التربوية .. عسكريون مخضرمون جمعوا بين العسكرية كحرفة تلقوها في المدارس العسكرية أو بما أضافوه لها بعد أن مارسوها واقعياً عبر حروب قاسية .. وكل ما أراد الباحث تأكيده هو حرص أولئك الأعلام ( خاصّة منهم من اهتم بالتجارة والصناعة والزراعة والطب ) على خدمة المدينة والتبرع لها بمشاريع بدأت بسيطة ثم ظهر تأثيرها المفيد للناس مع تقدم السنين وعقدا بعد عقد .
اصدار بهيّ .. مهم ونافع .. حتى ( عبو المحمد علي ) لم يغب عن بال المؤلف ذلك الانسان البائس المتوحّد من منكوبي الحياة ... ذلك الشاعر الشعبي الذي منح الشعر الشعبي نكهة ونفساً حميماً بأوجاعه وآلامه وفجائعية الانسان عندما يجد نفسه وحيدا معزولا بسبب غدر الحياة وأوجاعها .. كان شعره نقدا لأوجاعه وأوجاع الدنيا عموما .. عاش غريبا منسيا في ( دار العجزة ) وتوفي عن 97 عاما سنة 1968 ليدفن في ( مقبرة السبيل ) وما ودّعه ورافق جنازته احد اذ عاش عازبا والذي بقي من ذلك الانسان هو شعره الانساني في وصف عذابات دنياه ودنيا الاخرين . لم يتردد الباحث ابدا في اعتبار البائس ( عبو المحمد علي ) علما مهما يضاف لاعلام في الادب والسياسة والتاريخ والاثار والاقتصاد والتربية لقناعته ان عبوا لمحمد علي كان صادقا في تجاربه الاليمة الموجعة مع أهوال الحياة ومنغصاتها ولانه لم يكن الضحية الوحيدة في الحياة هذه الغادرة وخيباتها المؤسية . ..
( اعلام من الموصل ) اصدار مهم يحقق لقارئه اهم هدفين لنجاح كتاب : الفائدة والمتعة ..وأجدهما قد تحققا في هذا الإصدار الثمين ..
هنيئا للباحث المؤرخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف الذي صار الجميع يعرف ويتابع اهتماماته الثقافية ورصده لكل ما يتعلق بثقافة الموصل ومع تجاوزها لكل معطيات المشهد الثقافي عراقياً وعربياً ...
أنور عبد العزيز
أكرمني الأخ والصديق المؤرخ الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف ، بهديته الثمينة : كتابه الموسوم : ( أعلام من الموصل ) والذي عدّه المؤلف جزءاً ثانياً لإصدار سبقه بعنوان : ( شخصيات موصلية ) من منشورات ( دار ومكتبة الجيل العربي بالموصل سنة 2008 ) ..
الإصدار الجديد من القطع الكبير في 262 صفحة من إصدار ( دار ضفاف ) لسنة 2014 عالج فيه الباحث تفاصيل وجهود حياة ونتاجات لثلاثة وستين علماً من الموصل عرفوا بجهودهم الثقافية والحياتية المتنوعة لعقود من السنين . هناك ظاهرة ربما تلفت الانتباه فيما يخص ّ الإصدارات الثقافية عموماً ربما هي محصورة أو ملحوظة في البلدان العربية وفي بلدان الشرق الأوسط عموماً وأيضا في غالبية من بلدان الشرق .. ولا ادري إن كانت هذه ( ظاهرة عالمية ) تشمل حتى بعض بلدان الغرب .. إن الكثير الكثير مما ينشر من ( إصدارات ) – رغم تنوّعها – يتركز على الإبداعات الأدبية من شعر وقصة ورواية ومسرحيات وموسيقى وفنون تشكيلية .. مع نتاجات اقلّ وأقلّ مما يتعلق بالجوانب العلمية ( طبية وزراعية وصناعية وتجارية ومن مبتكرات الاختراعات وما هو مضاف ومتطور لهذه الاختراعات ) حتى انحسرت التآليف فيها لحدّ الندرة الملحوظة لدى العديد من النقّاد والباحثين المدقّقين ومن المتابعين لحركة إصدار الكتب ( عراقية وعربية وشرقية عموماً ) على أهمية الإبداع الأدبي باعتباره تعبيراً ثريّا حيويّا محسوساً وإنسانيا ليس هو كل الحياة .. فالحياة عموماً ليست شعرا وقصة ورواية ومسرحا و .. و ... و .... أنها اكبر واشمل من ذلك .. ومن هنا جاءت الأهمية المعرفية الكبيرة لكتاب ( أعلام من الموصل ) ، فالباحث القدير رغم احتفاله واحتفائه بعديد من القصاصين والشعراء والأدباء عموماً ، فهو لم يغفل عن تناول نماذج من شخصيات أسهمت في مجالات متنوعة أخرى من غير عوالم الأدب .. أعلام وشخصيات رعت الاقتصاد وقضايا التنمية .. أعلام كان لها وجودها المؤثر في حركة التجارة وتنشيطها .. صناعيون بدأوا من الصفر ليبلغوا مستويات هامة في خدمة صناعات المدينة وتطويرها من حالات بدائية لآفاق أكثر أهمية وأثرا صناعياً .. رجال اقتصاد منهم مختصّون علميا ومنهم من لم يدخل مدرسة ... أطباء معروفون ليس بتخصصاتهم فقط بل بتعاملهم الإنساني مع مرضاهم .. رجال سياسة محترفون أو ممن تعلموها من تجارب الحياة... تربويون اثروا الحياة التربوية .. عسكريون مخضرمون جمعوا بين العسكرية كحرفة تلقوها في المدارس العسكرية أو بما أضافوه لها بعد أن مارسوها واقعياً عبر حروب قاسية .. وكل ما أراد الباحث تأكيده هو حرص أولئك الأعلام ( خاصّة منهم من اهتم بالتجارة والصناعة والزراعة والطب ) على خدمة المدينة والتبرع لها بمشاريع بدأت بسيطة ثم ظهر تأثيرها المفيد للناس مع تقدم السنين وعقدا بعد عقد .
اصدار بهيّ .. مهم ونافع .. حتى ( عبو المحمد علي ) لم يغب عن بال المؤلف ذلك الانسان البائس المتوحّد من منكوبي الحياة ... ذلك الشاعر الشعبي الذي منح الشعر الشعبي نكهة ونفساً حميماً بأوجاعه وآلامه وفجائعية الانسان عندما يجد نفسه وحيدا معزولا بسبب غدر الحياة وأوجاعها .. كان شعره نقدا لأوجاعه وأوجاع الدنيا عموما .. عاش غريبا منسيا في ( دار العجزة ) وتوفي عن 97 عاما سنة 1968 ليدفن في ( مقبرة السبيل ) وما ودّعه ورافق جنازته احد اذ عاش عازبا والذي بقي من ذلك الانسان هو شعره الانساني في وصف عذابات دنياه ودنيا الاخرين . لم يتردد الباحث ابدا في اعتبار البائس ( عبو المحمد علي ) علما مهما يضاف لاعلام في الادب والسياسة والتاريخ والاثار والاقتصاد والتربية لقناعته ان عبوا لمحمد علي كان صادقا في تجاربه الاليمة الموجعة مع أهوال الحياة ومنغصاتها ولانه لم يكن الضحية الوحيدة في الحياة هذه الغادرة وخيباتها المؤسية . ..
( اعلام من الموصل ) اصدار مهم يحقق لقارئه اهم هدفين لنجاح كتاب : الفائدة والمتعة ..وأجدهما قد تحققا في هذا الإصدار الثمين ..
هنيئا للباحث المؤرخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف الذي صار الجميع يعرف ويتابع اهتماماته الثقافية ورصده لكل ما يتعلق بثقافة الموصل ومع تجاوزها لكل معطيات المشهد الثقافي عراقياً وعربياً ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق