الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

المناضل العراقي –الفلسطيني الدكتور باسل الكبيسي 1934-1973 ا.د.ابراهيم العلاف

المناضل العراقي –الفلسطيني الدكتور باسل الكبيسي 1934-1973
ا.د.ابراهيم العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
المناضل العراقي –الفلسطيني الدكتور باسل رؤوف الكبيسي 1934-1973 هو واحد من أبرز المناضلين العراقيين الذين كرسوا حياتهم للقضية الفلسطينية ودفعوا ثمن ذلك هذه الحياة . ولد في بغداد سنة 1934 في أسرة ثرية أصلها من كبيسة بمحافظة الانبار الحالية (الرمادي سابقا ) . والده الحاج رؤوف الكبيسي كان واحدا من رجالات الحركة العربية القومية والحركة الوطنية العراقية واحد مؤسسي الدولة العراقية الحديثة ، فقد شغل مناصب عديدة منها متصرف البصرة ، ومتصرف الناصرية –ذي قار ومدير الاوقاف العام .
تزوج الدكتور باسل الكبيسي من الدكتورة نادرة الخضيري وهي من اسرة الخضيري الثرية في بغداد وتحمل شهادة الدكتوراه في الادب الانكليزي .
كان الدكتور باسل الكبيسي مفكرا متميزا ، ومناضلا قوميا صلبا كرس حياته من اجل القضية الفلسطينية (فكرا وسلوكا ) . ويُعد أحد مؤسسي حركة القوميين العرب في العراق بين سنتي 1951-1952 وقد تأثر بالاستاذ جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب حين التقاه في الجامعة الاميركية في بيروت .. وبالنظر لنشاطه السياسي فقد فصل من الجامعة الاميركية في بيروت واضطر لاكمال دراسته في جامعة(هوارد واشنطن) سنة 1966 .. أما الدكتوراه فحصل عليها عن اطروحته "حركة القوميين العرب " من جامعة (آدامزستين كولدج اوف كولورادو)
عاد الى بغداد لتأسيس فرع لحركة القوميين العرب.وفي سنة 1956 شارك في المظاهرات المؤيدة لمصر والتي كانت تتعرض للعدوان البريطاني –الفرنسي- الاسرائيلي وله مواقف في الوقوف ضد نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم سنة 1959 واسهامه مع شباب حركة القوميين في اضرابات البانزين انذاك . ومما قام به الدكتور باسل الكبيسي ايضا انه وفي سنة 1963اسس جريدة " الوحدة الناطقة بأسم حركة القوميين العرب.وقد عمل الدكتور الكبيسي لفترة قصيرة في قسم  التشريفات بوزارة الخارجية العراقية .
 ومرة وعندما كان مرافقا للوفد الاردنى فى محادثات الاتحاد العربى بين الاردن والعراق 1958   اتهم بوضع قنبلة لاغتيال الملك فيصل والامير عبد الاله الا انه لم يثبت عليه شئى.

إغتاله عملاء الموساد الاسرائيلي في باريس وهو في مهمة خاصة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يوم 6 نيسان سنة 1973.وفي كتاب الانتقام لمؤلفه الكاتب ( جورج جوناس ) والذي صدر في كندا ونيويورك سنة 1983 بالانكليزية عن دار نشر شوستر قصة العملية الانتقامية الاسرائيلية لمن كان وراء عملية ميونيخ سنة 1972 والتي استهدفت الفريق الرياضي الاسرائيلي . ومما جاء في الكتاب ان المناضل العراقي –الفلسطيني الدكتور باسل رؤوف الكبيسي كان واحدا من ضحايا هذه العمليات الانتقامية وتبدأ القصة بأن تفرغ كل من " روبرت" و" هانز " و" افنير " ، وهم من عناصر الموساد للذهاب الى باريس لاغتيال الدكتور باسل الكبيسي وعدوه واحدا من مخططي عملية ميونيخ ...توجه افنير وهانس الى فندق يقع في شارع شوفولاغاز الباريسي وهناك وفي الساعة العاشرة ليلا من مساء يوم 6 نيسان تابعوا الكبيسي وهو متوجه الى الفندق وقد احس بأنه مراقب لكنه لم يهرب ..لم يكن هناك غيرهم في الطريق الا روبرت الذي كان يتبعهما بحذر لملاحظة الطريق من الخلف واخرجا مسدسيهما من طراز بيريتا 22 واطلقوا النار على الشهيد الدكتور باسل الكبيسي في شارع شوفو لاغاز وفي ساحة لامادلين ركبا سيارة كاتي التي كانت بانتظارهما لتاخذهما الى المنزل الآمن ومنه مباشرة الى المطار وفي اليوم التالي كان كان هانس وروبرت في اثينا وافنير في بيروت .
شيع الشهيد الدكتور باسل الكبيسي في بغداد تشييعا رسميا مهيبا من داره القريب من حي المستنضرية في بغداد الى مقبرة الشيخ معروف الكرخي .لم تغره المناصب ولم يغره المال وظل انسانا عفيفا نظيفا نزيها بحث عن الشهادة من اجل قضية مشروعة فحصل عليها .. له من الاولاد احمد وياسرويعرب استشهد الثلاث ووالدتهم عام 1974بعد عام من استشهاد والدهم في حادث تحطم طائرة ركاب أرجنتينية فوق الأراضي السورية
رحم الله الشهيد باسل الكبيسي وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه وأمته ورحم الله زوجته واولاده الثلاثة .
*صورة الشهيد الدكتور باسل الكبيسي
**صورة الشهيد الدكتور باسل الكبيسي بعد اطلاق النار عليه في شارع شوفو لاغاز الباريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...