الاثنين، 14 أبريل 2014

خضير عبد الأمير..أين أنت ؟! بقلم : الاستاذ سامي مهدي

خضير عبد الأمير..أين أنت ؟!
بقلم : الاستاذ سامي مهدي

ذكرته حين تحدثت عن أول جماعة أدبية اتصلت بها عام 1957 فقد كان أحد أفرادها الرائعين النشطين . طيب ، هاديء ، متفتح ، وطني صادق الوطنية ، لا تعصب عنده ولا تطرف ، بل محبة وتسامح ، واستعداد فطري لفعل الخير ، وحب للمعرفة ، وحس شعبي أصيل قد لا تجده إلا عند بغدادي عريق .
كان يسكن أحد الأزقة المتفرعة من شارع الكفاح ، ويتردد على مقهى في الشارع نفسه وعلى مبعدة قليلة من ساحة القاضي ، وكنت أزوره في هذا المقهى من مدة إلى أخرى ، بعد انفراط عقد الجماعة ، فلا أجد عنده غير الألفة والبشاشة والترحيب .
يومها كان موظفاً في وزارة التجارة ، وانتقل في السبعينيات إلى وزارة الثقافة والإعلام كما فعل العديد من الأدباء ، فعمل في مجلاتها الثقافية ، ومنها مجلتا الطليعة الأدبية والأقلام ، وأولى الأدباء الشباب في حينها رعاية خاصة ، حتى اعترف عديدون بأنه كان أول من ساعدهم في نشر أعمالهم الأدبية .
كان أبو علي ، وهذه كنيته ، يكتب القصة القصيرة ، وكانت مجموعة ( حمام السعادة ) القصصية أول إصداراته ، وقد صدرت هذه المجموعة عام 1957 ، واحتفينا معه يومئذ بصدورها . ثم واصل كتابة القصة القصيرة ، وتحول في ما بعد إلى كتابة الرواية ، وكانت أولى رواياته بعنوان ( ليس ثمة أمل لكلكامش ) . أما آخر أعماله فرواية سعدت بقراءة مسودتها قبل نشرها ، وكان ذلك قبل غزو العراق واحتلاله بمدة وجيزة .
لكن أبا علي اختفى من الوسط الأدبي بعد الاحتلال ، وتوقف عن النشر ، وانقطعت أخباره عني وعن غيري ، حتى لم يعد يتذكره سوى قلة من أصدقائه وزملائه .
أغلب ظني أنه اختفى لشعوره العميق بالإحباط . وقد تكون صيحتي هذه صيحة في واد ، ولكنني لا أملك إلا أن أطلقها : أين أنت يا أبا علي ؟!
1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...