الخميس، 10 أبريل 2014

قصيدة : جارية اسمها : حرية شعر : سامي مهدي

قصيدة :
جارية اسمها : حرية
شعر : سامي مهدي
وجاءتْ ، أخيراً ، على غيمةٍ من لظىً
وأكفِّ ملائكةٍ من حديدْ
إذنْ ، فلنؤذِّنْ لها قبلَ وقتِ الأذانْ
ونقرأ لها سورتينِ
فقد كسبتْ في السباقِ الرهانْ
وها هي ترقصُ مزهوّةً في سقائفِ سوقِ العبيدْ
وهم ينشدون لها كلَّ حينٍ نشيدْ
فيا ليلُ طُلْ واتئِدْ يا زمانْ .
وقالوا : ستسكنُ ، من بعدُ ، أبهى القصور
وتفرشه بنشارةِ عقلٍ جديد
وتجعله ، حين تأنسُ ، حاناً ونزلاً
لمن يستطيعونَ دفعَ الأجور ،
وكلٌّ وما يشتهي من بضاعتِها ويريدُ :
خمورٌ معتَّقةٌ
وسقاةٌ من الجنِّ يبتدرونَ الزبونْ
وجوارٍ مؤنَّقَةٌ
يفتتحنَ شهيَّتَه للمجونْ
ويكملنَ وجبتَه في مقاصيرَ من ذهبٍ وحرير
ولنْ يُحرَمَ الفقراءُ من الطيِّباتِ ،
فثمة ما قد يزيد
على الأغنياءِ ، وما قد يفيد
فقيراً ذكياً له خبرةٌ في العلاقاتِ
أو في الحماياتِ
أو في الجنازاتِ ..
أما السياساتُ فهي مطوَّبةٌ لولاةِ الأمور .
وقالوا : وماذا تريدونَ أنتم
سوى لذّةِ القولِ والفعلِ ؟
هيّا إذنْ ، فاللسانْ
مقامرةٌ ،
واليدانْ
مناورةٌ ،
والمزاحُ الثقيلُ هنا لا مكوسَ عليهِ ،
إذا اجتنبت زلَّتانِ :
_ حديثٌ يلفَّقُ عن سِيرَجٍ زَنِخٍ في القدور
_ وآخرُ من مثلهِ عن روائحِ نفطٍ وراء الظهور
فالحديثانِ أكذوبتانْ
ونحن الشهودُ الثِقاتُ على ما يدور
هنا في المطابخِ ،
أو في المقاصيرِ ،
أو في المجاريرِ ،
أو في القبور .
وقالوا .. وقالوا .. فماذا نقولُ
وقد أطبقتْ فتنتان ؟!
وها نحنُ في أخرياتِ الزمان
أمَّتان ،
ومن حولنا قاطراتُ دمٍ ودخان
وفوانيسُ سودٌ وأبخرةٌ عفنة وسموم
وأسماكُ قرشٍ تحوم
وسابلةٌ يهرعونَ إلى اللهِ في طلبٍ للأمان .
28/6/2004
.............................................................................................................
القصيدة من مجموعة ( مدونات هابيل ) الصادرة عام 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...